قائد الفريق… المهندس أحمد

تم نشرها بتاريخ 2023-02-18

4 سنوات مضت منذ أن اتخذت قرار مغادرة الشركة التي كنت أعمل بها كان السبب فقط لأنني كنت أريد العمل بإدارة مهندس أكثر مني خبرة قد يكون ذلك  بسبب خوفي من تولي المسؤولية بدايةً، ولكن بعد 4 سنوات من العمل وسماع قصص عدة زملاء ومن تجاربي الشخصية أعتقد أنني وصلت لخلاصة مهمة عن أهمية وجود مرشد للمشوار المهني بمتابعته ونصائحه يقودك لتجارب سليمة وبناءة.


مرشدي اسمه المهندس أحمد


قبل هذا القرار كنت أتخبط في عملي لا أعرف كيف أرتب أولوياتي، أعرف كيف أبرمج لكن عادة ما أضيع في إتخاذ القرار حول أيُ الحلول البرمجية أفضل وأيها قابل للتطوير مستقبلاً. كانت هذه الخطوة هي الأفضل في مسيرتي المهنية، إنتقلت للعمل بشركة كان المهندس أحمد قائد الفريق البرمجي وكانت هذه التجربة من أفضل التجارب وأقربها للمثالية.


بداية إلتحاقي بالعمل، جهًز المهندس أحمد إجتماعاً وضح فيه ماهي رؤيته للفريق ومارؤيته لعملي ومارؤية الشركة لهذا العمل. كان هذا التوضيح على المدى القريب والبعيد وحاول توضيح ماهي المميزات التي ستفيدني وأيضا ما هي العقبات التي قد تعترضني بطريقة واقعية - بعيد عن طرق التي يستخدمها بعض المدراء برسم خيال وأحلام غير مماثلة للواقع - وضًح فيه التصور العام الذي أزاح عني التوتر فأنا الآن أعرف أين أنتمني بهذه الصورة المرسومة ومكاني بها واضح. 

وهذه قد تكون من أهم الخطوات عند توظيف موظف جديد، فبدون التوضيح يكون الموظف متوترا مرتاباً يضطر أن يأخذ فترة ليفهم البيئة التي حوله، ماهي أهداف مديره، ما الذي يدخل في نطاق مهامه، وماهو خارج نطاق مهامه وكل هذا التوتر قد ينتج عنه اضطراب وأخطاء أثناء العمل.


عملنا البرمجي بالشركة كان تحت إدارة المهندس أحمد، قبل بداية أي مشروع يوضح لنا ماهي متطلبات الزبون، ما رؤيته هو للمشروع، ماهي العقبات التي ستواجهنا في المشروع، ماذا سنتعلم من المشروع ومن ثم ننطلق بالعمل، فماهي الخصال التي يمتاز بها المهندس أحمد؟


أعطانا فرص للتعلم وتغاضى عن أخطائنا

في كثير من اﻷحيان تركنا المهندس أحمد نصمم حلولنا الخاصة أو إستمع إليها، وحاول دائما مناقشتها بطريقة نصقل بيها الحل ونتوصل لحلول أفضل وفي حال أخطئنا كان يعطينا خلاصة عن هذه التجربة وماهو الحل اﻷفضل الذي يجب عمله في المرة القادمة


تقدير الخبرة بشكل صحيح وإعطائنا مهام تناسب خبرتنا

أحد أكبر اﻷخطاء التي مررت بها مسبقاً أن مديري كان يعطيني مهام تفوق قدراتي بشكل كبير وبالتأكيد هذا سبًب في إرتكابي للأخطاء وبإعتقادي هذا من أسوء طرق إدارة الموظفين، ركوب الدرج خطوة ...خطوة هو أفضل طريقة لزيادة الخبرة وماعدا ذلك سيكون نتيجته شيئين، اﻷولى هي نجاح ولكن نتاج صدفة وعشوائية، الثانية فشل وإمتداد لخيبة اﻷمل.

عكس هذه التجربة كانت مع المهندس أحمد، كان يعطينا مهام حسب قدرتنا ولكن يبقينا على اطلاع بالمهام التي لا نستطيعها أو يتركنا نؤدي بعض التجارب ومن ثم هو يصححها.


مشاركة الخبرة

كل من يعرف المهندس أحمد، يعرف كم هو سخي جداً بمشاركة خبراته مستعد لإعطاء الوقت والجهد لشرح وتوضيح كل مانحتاجه دون ملل وكان هذا خلال فترة عملي بالشركة وأيضا بعدما استقلت كنت ولازلت أستشيره دائما في عروض العمل التي أتحصل عليها وما الذي أحتاج تعلمه لتطوير خبراتي فهو لا يتردد دائما بمشاركة تجاربه لمساعدة اﻷخرين للوصول إلى أفضل التجارب.


الأخلاقيات المهنية

وهذه أحد أكثر الجوانب المهمة وكان المهندس أحمد خير معلم، دائما ماكان يحرص على العمل بإخلاقية كإعطاء الزبون حقه والعمل على المشاريع بمهنية وبأفضل الحلول. 

 

كتبت هذه المقالة أولاً إمتناناً للمهندس أحمد عن كل جهده ووقته المبذول لتعليمي فهو له أثر كبير في مسيرتي المهنية، ثانياً أريد أن أوضح لأي شخص في بداية مسيرته المهنية عن أهمية أن يكون لديك شخص يرشدك وتشق الطريق خلفه، صحيحٌ أنك تستطيع وتمتلك قدرات تأهلك للبدء ولكن تظل معرفة تجارب وخبرات أخرين من أفضل طرق التعلم واختصاراً للطريق.


خولة الشح

تمت كتابتها بواسطة خولة الشح